في خضم الحياة العملية ورغبة أفراد المجتمع في تحصيل الرزق بشتى الوسائل مهما كان العمل شاقا ، وفي ظل الفنون الثقافية الحديثة التي تميل الى الركاكة والانغماس في اللهجة العامية أصبح الأدب العربي الفصيح يعاني من الخمول بالنسبة الى شرائح المجتمع المختلفة فالكل يحرص في إمضاء وقته بما يعود إليه بالنفع والمردود المادي او التسلية الحديثة.
منذ فترة تبنى راديو آلبي بي سي العربي مسابقة القصة القصيرة بالتضامن مع مجلة العربي مقابل نشر القصة على المجلة والفوز بمبلغ مئة دولار أمريكي فأنتجت لنا قصص رائعة باللغة العربية الفصيحة .
التساؤل الان : إذا كان مبلغ زهيد هكذا وتنظيم اقل من متواضع اخرج البسيط من الإبداعات المكبوتة في مجتمعنا فكيف سوف يكون الوضع لو تبنت الجهات المسؤلة في المجتمع المدني إغراء الأفراد بإخراج حصيلتهم اللغوية الإبداعية من شعر ونثر وخواطر وقصص قصيرة ومقالات وروايات في مسابقات ثقافية تشمل أفراد المجتمع بتنظيم واسع؟
بينما نرى في المقابل تقام مسابقات الكتابة العامية كشاعر المليون ، ومؤخراً المسابقة التي أحيتها الفنانة بلقيس في برنامج الآنستغرام لأفضل رقصة على "دوقوا خبيتي" التي أذهلتني بكمية التجاوب من قبل المراهقين والشباب.
ان محاولات الشباب السعودي في الكتابة الفصيحة أصبحت مخجلة ويشهد على ذلك معرض الكتاب الأخير و "ليتها تقرأ" وعدد من المخرجات الاخرى ، وهذا لعدم تعود الفرد على الكتابة وعدم وجود أسباب تشجع الأفراد على اي محاولة للكتابة الفصيحة ، وغياب تام لدور وزارة الثقافة والإعلام مع وزارة التربية والتعليم في تأصيل روح الكتابة الأدبية وحب اللغة العربية الفصيحة ،واجزم ان سألت اغلب من هم في عمر الواحد والعشرون متى اخر مرة قمت بالكتابة بصورة ادبية فصيحة ؛ سيجاوب عندما كنت في حصة التعبير !
الوضع الثقافي متأزم في مجتمعنا ويفترض بوزارة الثقافة ان تلزم المؤسسات والوزارات وإمارات المناطق والمدارس والجامعات بإقامة مسابقات ثقافية ذات ربح مادي معقول كأجهزة أيفون مثلا ، لتنشيط حركة الكتابة والإبداع بين الأفراد ولإحياء اللغة العربية الفصيحة بين أفراد المجتمع وإيجاد البديل للمسابقات المبتذلة التي بدأت بالظهور مؤخراً.
وأخيرا آمل أن يكون التطبيق على نطاق واسع
وفقكم الله